سورة هود - تفسير تفسير النسفي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


{قَالُواْ يَا صالح قَدْ كُنتَ فِينَا} فيما بيننا {مَرْجُوّا قَبْلَ هذا} للسيادة والمشاورة في الأمور أو كنا نرجو أن تدخل في ديننا وتوافقنا على ما نحن عليه {أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} حكاية حال ماضية {وَإِنَّنَا لَفِى شَكّ مّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ} من التوحيد {مُرِيبٍ} موقع في الريبة من أرابه إذا أوقعه في الريبة وهي قلق النفس وانتفاء الطمأنينة {قَالَ ياقوم أَرَءيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيّنَةً مّن رَّبّى وءاتانى مِنْهُ رَحْمَةً} نبوة، أتى بحرف الشك مع أنه على يقين أنه على بينة لأن خطابه للجاحدين فكأنه قال قدروا أني على بينة من ربي، وأنني نبي على الحقيقة وانظروا إن تابعتكم وعصيت ربي في أوامره {فَمَن يَنصُرُنِى مِنَ الله} فمن يمنعني من عذاب الله {إِنْ عَصَيْتُهُ} في تبليغ رسالته ومنعكم عن عبادة الأوثان {فَمَا تَزِيدُونَنِى} بقولكم: {أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا} {غَيْرَ تَخْسِيرٍ} بنسبتكم إياي إلى الخسار أو بنسبتي إياكم إلى الخسران.
{ياقوم هذه نَاقَةُ الله لَكُمْ ءايَةً} نصب على الحال قد عمل فيها ما دل عليه اسم الإشارة من معنى الفعل و{لكم} متعلق {بآية} حالاً منها متقدمة، لأنها لو تأخرت لكانت صفة لها فلما تقدمت انتصبت على الحال {فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِى أَرْضِ الله} أي ليس عليكم رزقها مع أن لكم نفعها {وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوء} عقر أو نحر {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} عاجل {فَعَقَرُوهَا} يوم الأربعاء {فَقَالَ} صالح {تَمَتَّعُواْ} استمتعوا بالعيش {فِى دَارِكُمْ} في بلدكم وتسمى البلاد الديار لأنه يدار فيها أي يتصرف أو في دار الدنيا {ثلاثة أَيَّامٍ} ثم تهلكون فهلكوا يوم السبت {ذلك وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} أي غير مكذوب فيه فاتسع في الظرف بحذف الحرف وإجرائه مجرى المفعول به، أو وعد غير كذب على أن المكذوب مصدر كالمعقول.


{فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا} بالعذاب أو عذابنا {نَجَّيْنَا صالحا والذين ءامَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مّنَّا} قال الشيخ رحمه الله: هذا يدل على أن من نجى إنما نجى برحمة الله تعالى لا بعمله كما قال عليه السلام: «لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله» {وَمِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذٍ} بإضافة الخزي إلى اليوم وانجرار اليوم بالإضافة. وبفتحها مدني وعلي، لأنه مضاف إلى {إذ} وهو مبني، وظروف الزمان إذا أضيفت إلى الأسماء المبهمة والأفعال الماضية بنيت واكتسبت البناء من المضاف إليه كقوله: على حين عاتبت المشيب على الصبا ***
والواو للعطف وتقديره: ونجيناهم من خزي يومئذ أي من ذله وفضيحته، ولا خزي أعظم من خزي من كان هلاكه بغضب الله وانتقامه. وجاز أن يريد ب {يومئذ} يوم القيامة كما فسر العذاب الغليظ بعذاب الآخرة {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القوى} القادر على تنجية أوليائه {العزيز} الغالب بإهلاك أعدائه {وَأَخَذَ الذين ظَلَمُواْ الصيحة} أي صيحة جبريل عليه السلام {فَأَصْبَحُواْ فِى دِيَارِهِمْ} منازلهم {جاثمين} ميتين {كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا} لم يقيموا فيها {ألا إن ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ} {ثمودَ} حمزة وحفص {أَلاَ بُعْدًا لّثَمُودَ} {لِثَمُودٍ} علي: فالصرف للذهاب إلى الحي أو الأب الأكبر، ومنعه للتعريف والتأنيث بمعنى القبيلة.


{وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا} جبريل وميكائيل وإسرافيل أو جبريل مع أحد عشر ملكاً {إبراهيم بالبشرى} هي البشارة بالولد أو بهلاك قوم لوط والأول أظهر {قَالُواْ سَلاَماً} سلمنا عليك سلاماً {قَالَ سلام} أمركم سلام {سِلم} حمزة وعلي بمعنى السلام {فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ} فما لبث في المجيء به بل عجل فيه، أو فما لبث مجيئه، والعجل ولد البقرة: وكان مال إبراهيم البقر {حَنِيئذٍ} مشوي بالحجارة المحماة {فَلَمَّا رَءا أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ} نكر وأنكر بمعنى وكانت عادتهم أنه إذا مس من يطرقهم طعامهم أمنوه وإلا خافوه. والظاهرة أنه أحس بأنهم ملائكة ونكرهم لأنه تخوف أن يكون نزولهم لأمر أنكره الله عليه أو لتعذيب قومه دليله قوله {وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} أي أضمر منم خوفاً {قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إلى قَوْمِ لُوطٍ} بالعذاب، وإنما يقال هذا لمن عرفهم ولم يعرف فيم أرسلوا، وإنما قالوا {لا تخف} لأنهم رأوا أثر الخوف والتغير في وجهه {وامرأته قَائِمَةٌ} وراء الستر تسمع تحاورهم أو على رؤوسهم تخدمهم {فَضَحِكَتْ} سروراً بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الخبائث، أو من غفلة قوم لوط مع قرب العذاب، أو فحاضت {فبشرناها بإسحاق} وخصت بالبشارة لأن النساء أعظم سروراً بالولد من الرجال، ولأنه لم يكن لها ولد وكان لإبراهيم ولد وهو إسماعيل {وَمِن وَرَاء إسحاق} ومن بعده {يَعْقُوبَ} بالنصب: شامي وحمزة وحفص، بفعل مضمر دل عليه فبشرناها أي فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب من وراء إسحاق. وبالرفع: غيرهم على الابتداء والظرف قبله خبر كما تقول (في الدار زيد).
{قَالَتْ ياويلتاى} الألف مبدلة من ياء الإضافة وقرأ الحسن يا ويلتي بالياء على الأصل {ءأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ} ابنة تسعين سنة {وهذا بَعْلِى شَيْخًا} ابن مائة وعشرين سنة، {هذا} مبتدأ و{بعلي} خبره و{شيخا} ً حال، والعامل معنى الإشارة التي دلت عليه ذا أو معنى التنبيه الذي دل عليه {هذا} {إِنَّ هذا لَشَئ عَجِيبٌ} أن يولد ولد من هرمين وهو استبعاد من حيث العادة.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10